الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ } * { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

{ وسيق } المحجوبون { إلى جهنم } بسائق العمل وقائد الهوى النفسيّ والميل السفليّ { فتحت أبوابها } لشدّة شوقها إليهم وقبولها لهم لما بينهما من المناسبة { وقال لهم خزنتها } من مالك والزباينة، أي: الطبيعة الجسمانية والملكوت الأرضية الموكلة بالنفوس السفلية. { وسيق الذين اتّقوا } الرذائل وصفات النفوس { إلى الجنة } بسائق العمل وقائد المحبة { وفتحت أبوبها } قبل مجيئهم لأن أبواب الرحمة وفيض الحق مفتوحة دائماً والتخلف من جهة القبول لا من جهة الفيض بخلاف أبواب جهنم، فإنها مطبقة تنفتح بهم وبمجيئهم إليها لكون المواد غير مستعدّة لقبول النفوس إلاّ بآثارها { وقال لهم خزنتها } من رضوان والأرواح القدسية والملكوت السماوية { سلام عليكم } أي: تحيتهم الصفات الإلهية والأسماء العليّة بإفاضة الكمال عليهم وتبرئتهم من الآفة والنقص { طبتم } عن خبائث الأوصاف النفسانية والهيئات الهيولانية، فادخلوا جنة الفردوس الروحانية مقدّرين الخلود لنزاهة ذواتكم عن التغيرات الجسمانية.