الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } * { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }

{ ونفخ في الصور } عند الإماتة بسريان روح الحق وظهوره في الكل وشهود ذاته بذاته وفناء الكل فيه { فصعق } أي: هلك { من في السموات ومن في الأرض } حال الفناء في التوحيد وظهور الهوية بالنفخة الروحية { إلاّ من شاء الله } من أهل البقاء بعد الفناء الذين أحياهم الله بعد الفناء بالوجود الحقاني فلا يموتون في القيامة كرّة أخرى لكون حياتهم به وفنائهم عن أنفسهم من قبل { ثم نفخ فيه أخرى } عند البقاء بعد الفناء والرجوع إلى التفصيل بعد الجمع { فإذا هم قيام } بالحق { ينظرون } بعينه. { وأشرقت } أرض النفس حينئذ { بنور ربّها } واتّصفت بالعدالة التي هي ظلّ شمس الوحدة والأرض كلها في زمن المهدي عليه السلام بنور العدل والحق { ووضع الكتاب } أي: عُرِض كتاب الأعمال على أهلها ليقرأ كل واحد عمله في صحيفته التي هي نفسه المنتقشة فيها صور أعماله المنطبع منها تلك الصور في بدنه { وجيء بالنبيين والشهداء } من السابقين المطلعين على أحوالهم الذين قال فيهم:يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ } [الأعراف، الآية:46] أي: أحضروا للشهادة عليهم لاطلاعهم على أعمالهم { وقضي بينهم بالحق } حيث وزن أعمالهم بميزان العدل ووفّى جزاء أعمالهم لا ينقص منها شيء { وهو أعلم بما يفعلون } لثبوت صور أفعالهم عنده.