{ والذين اجتنبوا } عبادة الغير { وأنابوا إلى الله } بالتوحيد المحض { لهم البشرى } باللقاء { فبشّر عباد } المخصوصين بعنايتي. { الذين يستمعون القول } كالعزائم والرخص والواجب والمندوب في قول الحق والغير { فيتبعون أحسنه } كالعزائم دون الرخص والواجب دون المندوب والقول حق في الكل لا غير { أولئك الذين هداهم الله } إليه بنور الهداية الأصلية { وأولئك هم أولو الألباب } المميزون بين الأقوال بألبابهم المجرّدة فيتلقون المعاني المحققة دون غيرها. { أفمن حقّ عليه كلمة العذاب } أي: أأنت مالك أمرهم فمن سبق الحكم بشقاوته فأنت تنقذه، أي: لا يمكن إنقاذه أصلاً { لكن الذين اتّقو } أفعالهم وصفاتهم وذواتهم في التجريد والتفريد من أهل التوحيد { لهم غرف من فوقها غرف } أي: مقامات وأحوال بعضها فوق بعض كالتوكل بفناء الأفعال فوقه، الرضاء بفناء الصفات فوقه الفناء في الذات { تجري من تحتها } أنهار علوم المكاشفات { أنزل من السماء } الروح { ماء } العلم { فسلكه ينابيع } الحكم في أراضي النفوس بحسب استعدادتها { ثم يخرج به } زرع الأعمال والأخلاق { مختلفاً } أصنافه بحسب اختلاف القوى والأعضاء { ثم يهيج } فينقطع عن أصله بأنوار التجليات { فتراه مصفرّاً } لاضمحلاله وتلاشيه بفناء أصوله، القائم هو بها من القوى والنفوس والقلوب { ثم يجعله حطاماً } بذهابه وانكساره وانقشاعه عند ظهور صفاته تعالى واستقرارها بالتمكين. { إن في ذلك لذكرى لأولي } الحقائق المجردة من قشرة الأنائية.