الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ } * { وَٱلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ } * { وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ }

{ فسخرنا له } ريح الهوى { تجري بأمره رخاء } لينة طيعة منقادة لا تتزعزع بالاستيلاء والاستعصاء { حيث } قصد وأراد { والشياطين } الجنية الباطنة من القوى النفسانية { كل بناء } مقدّر بالهندسة عامل لأبنية الحكم العملية وقواعد القوانين العدلية { وغوّاص } في بحور العوالم القدسية والهيولانية، مخرج لدرر المعاني الكلية والجزئية والحكم العملية والنظرية { وآخرين } من القوى النفسانية والطبيعية { مقرّنين في } أصفاد القيود الشرعية وأغلال الرياضات العقلية والإنسية الظاهرة من العمال المسخرين في الأعمال، والفساق والعصاة المقرّنين في الأغلال. { هذا عطاؤنا } المحض { فامنن أو أمسك } أي: أطلق إرادتك واختيارك في الحل والعقد والإعطاء والمنع عند الكمال التام والعطاء الصرف، أي: الوجود الموهوب حال البقاء بعد الفناء كما شئت { بغير حساب } عليك، فإنك قائم بنا مختار باختيارنا متحقق بذاتنا وصفاتنا، وذلك معنى قوله: { وإنّ له عندنا لزلفى وحسن مآب }.