ثم بين تلوينه وظهور نفسه في زلته، وتبيينه الحق بالعتاب على خطيئته وتأديبه إياه وتداركه بتوبته بقوله: { وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب } { وظنّ } أي: تيقن { داود أنما } ابتليناه بامرأة أوريا { فاستغفر ربّه } بالتنصل عن ذنبه بالافتقار والالتجاء إليه في المجاهدة وكسر النفس وقمعها بالمخالفة { وخرّ } بمحو صفات النفس { راكعاً } فانياً في صفات الحق { وأناب } إلى الله بالفناء في ذاته { فغفرنا له ذلك } التلوين بستر صفاته بنور صفاتنا { وإنّ له عندنا لزلفى } بالوجود الحقانيّ الموهوب حال البقاء بعد الفناء { وحسن مآب } لاتّصافه حينئذ بصفاتنا لا بأنائيته ليلتحق بنا ويحكم بأحكامنا في محل الخلافة الإلهية، كما قال: { يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس } بالحكم { الحقّ } لا بنفسك ليكون عدلاً لا جوراً { ولا تتّبع الهوى } بظهور النفس فتجور ضالاً عن سبيل الحق إلى سبيل الشيطان.