{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة } الآية، من جملة الخصال التي تجب طاعته ومتابعته فيها وهو مقام الرضا والفناء في الإرادة لكونه عليه السلام إذا فنى بذاته وصفاته في ذات الله وصفاته تعالى أعطي صفات الحق بدل صفاته عند تحققه بالحق في مقام البقاء بالوجود الموهوب وكان حكمه وإرادته حكم الله وإرادته تعالى كسائر صفاته. ألا ترى إلى قوله تعالى:{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } [النجم، الآيات:3 - 4] فمن لوازم متابعته الفناء في إرادة الحق، فإرادته إرادتة الحق فيجب الفناء في إرادته وترك الاختيار مع اختياره وإلا لكان عصياناً و { ضلالاً مبيناً } لكونه مخافة صريحة للحق. { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } إلى قوله: { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } أحد التأديبات الإلهية النازلة في تلوينه عند ظهور نفسه للتثبيت وتلك التلوينات هي موارد التأديبات، ولهذا كان خلقه القرآن. { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله } باللسان في مقام النفس، والحضور في مقام القلب، والمناجاة في مقام السرّ، والمشاهدة في مقام الروح، والمواصلة في مقام الخفاء، والفناء في مقام الذات، { وسبحوه } بالتجريد عن الأفعال والصفات والذات { بكرة } وقت طلوع فجر نور القلب وإدبار ظلمة النفس وليل غروب شمس الروح بالفناء في الذات، أي: دائماً من ذلك الوقت إلى الفناء السرمدي. { هو الذي يصلي عليكم } بحسب تسبيحكم بتجليات الأفعال والصفات دون الذات لاحتراقهم هناك بالسبحات، كما قال جبريل عليه السلام: " لو دنوت أنملة لاحترقت ". { ليخرجكم } بالإمداد الملكوتي والتجلي الأسمائيّ من ظلمة أفعال النفوس إلى نور تجليّات أفعاله في مقام التوكل، ومن ظلمة صفات النفوس إلى نور تجليات صفاته ومن ظلمة الأنائية إلى نور الذات { وكان بالمؤمنين رحيماً } يرحمهم بما يستدعيه حاله ويقتضيه استعدادهم من الكمالات. { تحيتهم } أي: تحية الله إياهم وقت اللقاء بالفناء فيه تكميلهم وتسليمهم عن النقص بجبر كسرهم بأفعاله وصفاته وذاته، أو تحيته لهم بإفاضة هذه الكمالات وقت لقائهم إياه بالمحو والفناء هي سلامتهم عن آفات صفاتهم وأفعالهم وذواتهم أو بسلامتهم، لأن التحية بالتجليات والسلامة عن الآفات تكونان معاً والأول يناسب إطلاق اسم السلام على الله تعالى: { وأعدّ لهم أجراً كريماً } بإثابة هذه الجنات عن أعمالهم في التسبيحات والمذاكرات.