الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } * { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } * { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } * { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

{ الله يبدأ الخلق } بإظهار الفرس على الروم { ثم يُعِيدَه } بإظهار الروم على الفرس { ثم إليه ترجعون } بالفناء فيه. { ويوم تَقُوم الساعة } بوقوع القيامة الصغرى { يبلس المُجْرمون } عن رحمة الله وتحيّرهم في العذاب، غير قابلين للرحمة، أو القيامة الكبرى بظهور المهديّ وقهرهم تحت سطوته وحرمانهم من رحمته، وحينئذ يتفرّق الناس بتميز المؤمن عن الكافر. { فسُبْحان الله } أن يكون غيره في الوجود والصفة والفعل والتأثير { حين تُمْسُون } بغلبة ظلمة الفرس على نور الروم { وحين تُصْبِحون } عند ظهور نورهم على ظلمة الفرس { وله الحَمْد } بظهور صفات كماله وتجليات جماله في سموات الغيوب السبعة وقت إصباح غلبة نور الروحانيات على ظلمات النفسانيات وقرب طلوع شمس الروح، وبظهور صفات جلاله في أرض البدن عند إمساء غلبة ظلمة النفسانيات على نور الروحانيات { وعشيّاً } وقت فنائهم وغيبة شمس الروح في الذات { وحين تظهرون } في البقاء بعد الفناء عند الاستقامة والاستواء. { يخرج } حيّ القلب من ميت النفس بالإعادة وقت الإصباح و { يخرج } ميت النفس من حيّ القلب في الإبداء عند الإمساء { ويُحْيي } أرض البدن حينئذ { وكذلك تخرجون } في النشأة الثانية. { ومن آياته } أي: من أفعاله وصفاته التي يتوصل بها إلى ذاته معرفة وسلوكاً { أنْ خَلَق لكم من أنفسكم أزواجاً } أي: خلق لكم من النفوس أزواجاً للأرواح { لتسكنوا إليها } وتركنوا وتميلوا نحوها بالمودّة والتأثير والتأثر { وجعل بينكم } من الجانبين المودّة والرحمة فتودّ النفس نور الروح وتأثيره بالقبول والتأثر، فتسكن عن الطيش وتتصفى فيرحمها الله بولد القلب في مشيمة الاستعداد برّاً بها، فتهتدي ببركته وتتخلق بأخلاقه فتفلح، وتودّ الروح النفس بالتأثير فيها وإفاضةالنور عليها فيرحمه الله بالولد المبارك برّاً، عطوفاً، فيرتقي ببركته ويظهر به كماله { إنّ في ذلك لآيات } صفات وكمالات { لقوم يتفكرون } في أنفسهم وذواتهم وما جُبِلَت عليها وأودعت فيها.