الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ يوم تَجد كل نَفس } الآية، كل ما يعمله الإنسان أو يقوله يحصل منه أثر في نفسه وتنتقش نفسه به وإذا تكرر صار النقش ملكة راسخة، وكذا ينتقش في صحائف النفوس السماوية، لكنه مشغول عن هيئات نفسه ونقوشها بالشواغل الحسيّة والإدراكات الوهمية والخيالية، لا يفرغ إليها، فإذا فارقت نفسه جسدها ولم يبق ما يشغلها عن هيئاتها ونقوشها وجدت ما عملت من خير أو شرّ محضراً، فإذا كان شرّاً تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم أو ذلك العمل لتعذيبها به، فتصير تلك الهيئات والنقوش صورتها إن كانت راسخة وإلا وجدت جزاءها بحسبها وتكرّر { ويحذركم الله نفسه } تأكيداً لئلا يعملوا ما يستحقون به عقابه { والله رؤوف بالعباد } فلذا يحذرهم عن السيئات تحذير الوالد المشفق لولده عمّا يوبقه.