الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }

{ فرحين بما آتاهم الله من فضله } من الكرامة والنعمة والقرب عند الله { ويستبشرون } بحال إخوانهم { الذين لم يلحقوا بهم من من خلفهم } ولم ينالوا درجاتهم بعد من خلفهم لاستسعادهم عن قريب بمثل حالهم ولحوقهم بهم { ألا خَؤْف عليهم ولا هم يَحْزنون } بدل اشتمال من الذين، أي: يستبشرون بأنهم آمنوا، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون { يستبشرون بنعمة } أي: أمنهم بنعمة عظيمة لا يعلم كنهها، هي جنة الصفات بحصول مقام الرضوان المذكورة بعده لهم { وفضل } وزيادة عليها هي جنة الذات والأمن الكليّ من بقية الوجود وذلك كمال كونهم شهداء لله، ومع ذلك فإنّ الله لا يُضيع أجر إيمانهم الذي هو جنة الأفعال وثواب الأعمال. { الذين استجابوا لله } بالفناء في الوحدة الذاتية { والرسول } بالمقام بحق الاستقامة { من بعد ما أصابهم القرح } أي: كسر النفس { للذين أحسنوا منهم } أي: ثبتوا في مقام المشاهدة { واتقوا } بقاياهم { أجر عظيم } وراء الإيمان هو روح المشاهدة.