الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ طسۤمۤ } * { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِٱلْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ } * { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ }

{ إنّ فرعون } النفس الأمّارة استعلى وطغى في أرض البدن { وجعل أهلها } فرقاً مختلفة متخالفة متعاديّة لاتباعهم السبل المتفرّقة وتجافيهم عن طريق العدل والتوحيد والصراط المستقيم { يستضعف طائفة منهم } هم أهل القوى الروحانية { يذبح } من ناسب الروح في التأثير والتعلي من نتائجها بإماتته وعدم امتثال داعيته وقهره { ويستحيي } ما ناسب النفس في التأثر والتسفل بتقويته وإطلاقه في فعله. { ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا } بالإذلال والإهانة والاستعمال في الأعمال الطبيعية والاستخدام في تحصيل اللذات البهيمية والسبعية وذبح الأبناء واستحياء النساء، فننجيهم من العذاب { ونجعلهم } رؤساء مقدّمين { ونجعلهم } ورّاث الأرض وملوكها بإفناء فرعون وقومه { ونمكّن لهم في الأرض } بالتأييد { ونري فرعون } النفس الأمّارة { وهامان } العقل المشوب بالوهم المسمّى عقل المعاش { وجنودهما } من القوى النفسانية { ما كانوا يحذرون } من ظهور موسى القلب وزوال ملكهم ورياستهم على يده.