الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ } * { وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْس وَٱلطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }

{ ولقد آتينا داود } الروح { وسليمان } القلب { علماً } واتّصفا بالصفات الربانية العامة وذلك قولهما: { الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين }. { وورث سليمان } القلب { داود } الروح الملك بالسياسة والنبوّة بالهداية { وقال يا أيها الناس } أي: نادى القوى البدنية وقت الرياسة عليها، وقال: { علمنا منطق الطير } القوى الروحانية { وأوتينا من كل شيء } من المدركات الكلية والجزئية والكمالات الكسبية والعطائية { إن هذا لهو الفضل المبين } أي: الكمال الظاهر الراجح صاحبه على غيره. { وحشر لسليمان جنوده } من جنّ القوى الوهمية والخيالية ودواعيها، وإنس الحواس الظاهرة، وطير القوى الروحانية بتسخيره ريح الهوى وتسليطه عليها بحكم العقل العمليّ، جالساً على كرسيّ الصدر، موضوعاً على رفوف المزاج المعتدل { فهم يوزعون } يحبس أوّلهم على آخرهم ويوقفون على مقتضى الرأي العقلي لا يتقدّم بعضهم بالإفراط ولا يتأخر البعض بالتفريط.