الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً } * { وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } * { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً }

{ تبارك الذي جعل في } سماء النفس بروج الحواس { وجعل فيها } سراج شمس الروح وقمر القلب { منيراً } بنور الروح { وهو الذي جعل } ليل ظلمة النفس، ونهار نور القلب يعتقبان { لمن أراد أن يذكر } في نهار نور القلب العهد المنسي وينظر في المعاني والمعارف ويعتبر { أو أراد } في ليل ظلمة النفس { شكوراً } بأعمال الطاعات واكتساب الأخلاق والملكات { وعباد الرحمن } أي: المخصوصون بقبول فيض هذا الاسم لسعة الاستعداد { الذين يمشون على الأرض هوناً } أي: الذين اطمأنت نفوسهم بنور السكينة وامتنعت عن الطيش بمقتضى الطبيعة فهم هينون في الحركات البدنية لتمرّن أعضائهم بهيئة الطمأنينة { وإذا خاطبهم } أهل السفاهة يسلمون مقالهم ولا يعارضونهم لامتلائهم بالرحمة وبعد حالهم عن ظهور النفس بالسفاهة وكبر نفوسهم بالتقوّي بنور القلب عن أن تتأثر بالإيذاء وتضطرب. { والذين يبيتون } أي: الذين هم في مقام النفس ميتون بالإرادة { سجداً } فانين بالرياضة قائمين بصفات القلب أحياء بحياته لله قائلين بلسان الحال الذي لا تتخلف عن دعائه الإجابة { ربنا اصرف }.