الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً } * { لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً }

{ وهو الذي جعل لكم } ليل ظلمة النفس { لباساً } يغشاكم بالاستيلاء عن مشاهدة الحق وصفاته والذات وظلالها فتحتجبون يوم الغفلة في الحياة الدنيا { سباتاً } تسبتون بها عن الحياة الحقيقية السرمدية كما قال عليه السلام: " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " { وجعل } نهار نور الروح { نشوراً } تحيا قلوبكم به فتنتشرون في فضاء القدس بعد نوم الحسّ. { وهو الذي أرسل } رياح النفحات الربانية ناشرة محيية أو مبشرة بين يدي رحمة الكمال بتجلي الصفات { وأنزلنا } من سماء الروح ماء العلم { طهوراً } مطهراً يطهركم عن لوث الرذائل ورجس الطبائع والعقائد الفاسدة والجهالات المفسدة { لنحيي به بلدة ميتاً } أي: قلباً ميتاً بالجهل { ونسقيه مما خلقنا أنعاماً } من القوى النفسانية بالعلوم النافعة العملية { وأناسيّ } من القوى الروحانية { كثيراً } بالعلوم النظرية.