{ فأوحينا إليه أن اصنع } فلك الحكمة العملية والشريعة النبوية { بأعيننا } على محافظتنا إياك عن الزلل في العمل { ووحينا } بالعلم والإلهام { فإذا جاء أمرنا } بإهلاك القوى البدنية والنفوس المنغمسة المادية { وفار } تنور البدن باستيلاء المواد الفاسدة والأخلاط الرديئة { فاسلك فيها من كل زوجين } أي: من كل شيء صنفين من الصور الكلية والجزئية أعني صورتين اثنتين إحداهما كلية نوعية والأخرى جزئية شخصية { وأهلك } من القوى الروحانية والنفوس المجرّدة الإنسانية ممن تشرّع بشريعتك { إلا من سبق عليه القول } بإهلاكه من زوجتك النفس الحيوانية والطبيعة الجسمانية { ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا } من القوى النفسانية والنفوس المنغمسة الهيولانية بالاستيلاء على القوى الروحانية والنفوس المجرّدة الإنسانية وغصب مناصبهم { إنهم مغرقون } في البحر الهيولاني. { فإذا استويت } بالاستقامة في السير إلى الله، فاتّصف بصفات الله التي هي الحمد القلبي على نعمة الإنجاء من ظلمة الجنود الشيطانية { وقل ربّ أنزلني منزلاً مباركاً } هو مقام القلب الذي بارك الله فيه بالجمع بين العالمين وإدراك المعاني الكلية والجزئية وأمنه من طوفان بحر الهيولى وطغيان مائه { إنّ في ذلك لآيات } دلائل ومشاهدات لأولي الألباب { وإن كنا } ممتحنين إياهم ببليّات صفات النفوس والتجريد عنها بالرياضة، أو ممتحنين العقلاء بالاعتبار بأحوالهم عند الكشف عن حالاتهم وحكاياتهم.