الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ } * { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } * { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } * { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ }

{ إن هذه } الطريقة الموصلة إلى الحقيقة وهي طريقة التوحيد المخصوصة بالأنبياء المذكورين طريقتكم أيها المحققون السالكون، طريقة { واحدة } لا اعوجاج ولا زيغ ولا انحراف عن الحق إلى الغير ولا ميل { وأنا } وحدي { ربّكم } فخصصوني بالعبادة والتوجه ولا تلتفتوا إلى غيري { وتقطعوا } أي: تفرق المحجوبون الغائبون عن الحق، الغافلون في أمر الدين وجعلوا أمر دينهم قطعاً يتقسمونه { بينهم } ويختارون السبل المتفرّقة بالأهواء المختلفة { كل إلينا راجعون } على أي مقصد وأية طريقة وأية وجهة كانوا فنجازيهم بحسب أعمالهم وطرائقهم. { فمن } يتّصف بالكمالات العملية { وهو } عالم موقن فسعيه مشكور غير مكفور في القيامة الوسطى والوصول إلى مقام الفطرة الأولى { وإنّا } لصورة ذلك السعي لكاتبون في صحيفة قلبه فيظهر عليه عند التجرد أنوار الصفات وممتنع { على قرية } حكمنا بإهلاكها وشقاوتها في الأزل رجوعهم إلى الفطرة من الاحتجاب بصفات النفس في النشأة.