الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } * { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ } * { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ }

{ وواعدناكم جانب } طور القلب { الأيمن } الذي يلي روح القدس وهو محل الوحي الذي يسمونه الروع والفؤاد { ونزّلنا عليكم } من الأحوال والمذاهب من الذوقيات وسلوى العلوم والمعارف من اليقينيات { كلوا من طيبات ما رزقناكم } أي: تغذوا تلك المعارف الطيبة وتقبلوها بقلوبكم فإنها سبب حياتها { ولا تطغوا فيه } بظهور النفس وإعجابها بنفسها عند استشراقها ورؤيتها بهجتها وكمالها وزينتها { فيحلَ عليكم } غضب الحرمان وآفة الخذلان { فقد هوى } سقط عن مقام القرب في جحيم النفس واحتجب عن نور تجلي صفات الجمال في ظلمات الاستتار وأستار الجلال. { وإني لغفّار } لستّار صفات النفس الطاغية الظاهرة بتزييناتها واستغنائها بأنوار صفاتي { لمن تاب } عن تظاهرها واستيلائها، واستغفر بانكسارها وانقماعها ولزومها ذلّ فاقتها وافتقارها { وآمن } بأنوار الصفات القلبية وتجليات الأنوار الإلهية { وعمل صالحاً } في اكتساب المقامات كالتوكل والرضا والملكات المانعة من التلوينات بالحضور والصفاء { ثم اهتدى } إلى نور الذات وحال الفناء.