الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٱكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ وإذْ قلتم يا موسى لنْ نُؤمِنَ } لأجل هدايتك الإيمان الحقيقي حتى تصل إلى مقام المشاهدة والعيان { فأخَذَتكم } صاعقة الموت الذي هو الفناء في التجلي الذاتي { وأنْتُم } تراقبون أو تشاهدون. { ثم بعثناكم } بالحياة الحقيقية والبقاء بعد الفناء لكي تشكروا نعمة التوحيد والوصول بالسلوك في الله { وظَللنَا عليكمُ } غمام تجلي الصفات لكونها حجب شمس الذات المحرقة بالكلية، { وأنزلنَا عليكم } من الأحوال والمقامات الذوقية الجامعة بين الحلاوة وإسهال رذائل أخلاق النفس كالتوكل والرضا، وسلوى الحكم، والمعارف والعلوم الحقيقية التي تحشرها عليكم رياح الرحمة، والنفحات الإلهية في تيه الصفات عند سلوككم فيها. { كلوا } أي: تناولوا وتلقوا هذه الطيبات { وما ظلمونا } ما نقصوا حقوقنا وصفاتنا باحتجابهم بصفات نفوسهم { ولكنْ كانوا } ناقصين حقوق أنفسهم بحرمانها وخسرانها. هذا على التأويلين، والخطجاب وإن كان عاماً لكنه مخصوص بالسبعين المختارين.