الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِي ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

{ وإذا قيل له اتق الله أخذته العزّة بالإثم } أي: حملته الحمية النفسانية حمية الجاهلية على الإثم لجاجاً وأشراً لظهور نفسه حينئذ وزعمه أنه أعلم بما يفعل من ناصحه { فَحَسبه جهنم } أي: غايته عمق حضيض رتبته التي هو فيها وظلمتها، فإنّ جهنم معناه: مهوى بعيد العمق مظلمة { يشري نفسه ابْتِغاء مرضاة الله } يبذل نفسه في سلوك سبيل الله طلباً لرضاه { ادخلوا في السلم } أي: في الاستسلام وتسليم الوجوه لله، إذ معاداة القوى بعضها بعضاً، وعدم موافقتها في التسليم لأمر الله دليل تتبع الشيطان، وهو يريد أن تستحقوا قهر الله بارتكاب الإسرافات المذمومة لعداوته الغريزية لكم لاختلاف جبلته وجبلتكم، وقصوره عن نور فطرتكم، لكونه ناريّ الخلقة لا يطلب منكم إلا أن تكونوا ناريين مثله لا نورانيين. فهو عدوّ في الحقيقة في صورة المحبّ. { فإن زللتم } عن مقام التسليم لأمر الله { من بعد ما جاءتكم } دلائل تجليات الأفعال والصفات { فاعلموا أن الله عزيزٌ } غالب يقهركم { حكيمٌ } لا يقهر إلا على مقتضى الحكمة، والحكمة تقتضي قهر المخالف المنازع، ليعتبر المطيع الموافق ويزيد في الطاعة. { هل يَنْظرون } أي: هل ينتظرون { إلا أن يأتيهم } يتجلى { الله في ظلل } صفات الهوية من جملة تجليّات الصفات وصور ملائكة القوى السماوية. وقضى في اللوح أمر إهلاكهم { وإلى الله تَرجع الأُمور } فيقابل كل امرئ بجزائه أو تزهق إليه بالفناء.