الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ ولا تأكلوا أموالكم } معارفكم ومعلوماتكم { بينكم } بباطل شهوات النفس ولذاتها بتحصيل مآربها واكتساب مقاصدها الحسيّة والخيالية باستعمالها { وتدلوا بها } وترسلوا إلى حكّام النفوس الأمّارة بالسوء { لتأكلوا فريقاً من أموال } القوى الروحانية { بالإثم } أي: بالظلم لصرفكم إياها في ملاذ القوى النفسانية { وأنتم تعلمون } أنّ ذلك إثم ووضع للشيء في غير موضعه. { يسئلونك عن الأَهِلة } أي: عن الطوالع القلبية عند إشراق نور الروح عليها { قل هي مواقيت للناس } أي: أوقات وجوب المعاملة في سبيل الله وعزيمة السلوك، وطواف بيت القلب، والوقوف في مقام المعرفة { وليس البرّ بأن تأتوا } بيوت قلوبكم { من ظهورها } من طرق حواسكم ومعلوماتكم المأخوذة من المشاعر البدنية فإنّ ظهر القلب هو الجهة التي تلي البدن { ولكنّ البرّ } برّ { من اتقى } شواغل الحواس وهواجس الخيال ووساوس النفس { وأتوا البيوت من أبوابها } الباطنة التي تلي الروح والحق، فإنّ باب القلب هو الطريق الذي انفتح منه إلى الحق { واتّقوا الله } في الاشتغال بما يشغلكم عنه { لعلكم تفلحون }.