{ إنما يأمُركم بالسوء } الإضرار والأذى الذي هو إفراط القوة الغضبية { والفَحْشاء } أي: القبائح التي هي إفراط القوّة الشهوانية { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } الذي هو إفراط القوّة النطقية لشوب العقل بالوهم الذي هو الشيطان المسخر له { وإذا قيل لهم اتبِعوا ما أَنْزَل الله } من مراعاة حدّ الاعتدال والعدالة في كلّ شيء على الوجه المأمور به في الشرع { قالوا بل نتّبع ما وَجَدْنا عليه آباءنا } من الإسرافات المذمومة في الجاهلية تقليداً لهم أتتبعونهم { ولو كان آباؤهم لا يَعْقلون شيئاً } من الدين والعِلم { ولا يَهْتَدون } إلى الصواب في العمل لجهلهم. { ومثل الذين كَفَروا } أي: مثل داعي الكفار المردودين { كمثل } الناعق بالبهائم فإنها لا تسمع إلا صوتاً ولا تفهم ما معناه فكذا حالهم { يا أيها الذين آمنوا } إن كنتم موحدين تخصون العبادة بالله فلا تتناولوا إلا من طيبات ما رزقناكم، أي: ما ينبغي في العدالة أن يستعمل من المرزوقات { واشكروا لله } باستعمالها فيما يجب أن تستعمل على الوجه الذي ينبغي أن تستعمل بالقدر الذي ينبغي، فإنّ التوحيد يقتضي مراعاة الاعتدال والعدالة في كل شيء اقتضاء الذات ظلها ولازمها " عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى: " إني والجنّ والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويُشكر غيري " ".