الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } * { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } * { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }

{ كما أرسلنا } أي: كما ذكرتم بإرسال رسول { فيكم } من جنسكم ليمكنكم التلقيّ والتعلم، وقبول الهداية منه لجنسية النفس ورابطة البشرية { فاذكروني } بالإجابة والطاعة والإرادة { أذكركم } بالمزيد والتوالي للسلوك وإفاضة نور اليقين { واشكروا لي } على نعمة الإرسال والهداية بسلوك صراطي على قدم المحبة أزدكم عرفاني ومحبتي { ولا تكفرون } بالفترة والاحتجاب بنعمة الدين عن المنعم، فإنه كفران بل كفر. { يا أيها الذين آمنوا } الإيمان العيانيّ { استعينوا بالصبر } معي عند سطوات تجليّات عظمتي وكبريائي { والصلاة } أي: الشهود الحقيقي بي { إنّ الله مع الصابرين } المطيقين لتجليات أنواره. { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله } أي: يجعل فانياً مقتولة نفسه في سلوك سبيل التوحيد ميتاً عن هواه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " موتوا قبل أن تموتوا " هم { أموات } أي: عجزة مساكين { بل } هم { أحياء } عند ربهم بالحياة الحقيقية، وحياة الله الدائمة السرمدية، شهداء الله بالحضور الذاتيّ، قادرون به { ولكن لا تشعرون } لعمى بصيرتكم وحرمانكم عن النور الذي تبصر به القلوب أعيان عالم القدّوس وحقائق الأرواح.