الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ الذين آتيناهم الكتاب } إيتاء فهم ودراية { يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } أي: كالمحسوس المشاهد، القريب الدائم الإحساس لقربهم منه بالحقيقة، وتوسمهم إيّاه بالدلائل الواضحة { ولكلّ وجهة هو مُوَليها } أي: ولكلّ أحد منكم غاية وكمال بحسب استعداده الأول، الله موجه وجهه إليها أو هو نفسه موجه نفسه إليها ويتوجه نحوها بمقتضى هويته واستعداده بإذن الله { فاستبقوا الخيرات } الأمور المقرّبة إياكم من كمالكم وغايتكم التي خلقتم لأجلها وندبتم إليها { أينما تكونوا } من مقام وحال دونها أو تخالفها لكونها في مقابلها { يأت بكم الله جميعاً } إلى تلك الغاية قريباً أو بعيداً بحسب اقتضاء المقرّبات واستباقها { إنّ الله على كل شيء قدير }.