{ وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا } الصدر الذي هو حرم القلب { بلداً آمناً } من استيلاء صفات النفس واغتيال العدوّ اللعين، وتخطف جنّ القوى البدنية أهله { وارزق أهله } من ثمرات معارف الروح أو حكمه وأنواره { من آمن منهم بالله واليوم الآخر } من وحد الله منهم وعلم المعاد { قال ومن كفر } أي: ومن احتجب أيضاً من الذين سكنوا الصدر ولا يجاوزون حدّه بالترقي إلى مقام العين لاحتجابهم بالعلم الذي وعاؤه الصدر { فأمتعه } تمتيعاً { قليلاً } من المعاني العقلية، والمعلومات الكلية النازلة إليهم من عالم الروح على قدر ما تعيشوا به { ثم أضطرّه إلى عذاب } نار الحرمان والحجاب { وبئس المصير } مصيرهم، لتعذبهم بنقصانهم وتألمهم بحرمانهم.