{ وقال الذين لا يعلمون } علم التوحيد من المشركين { لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } إلى قوله: { تشابهت قلوبهم } في الجهل بعلم التوحيد وبكلام الله وآياته، إذ العلم بهما فرع علم التوحيد { قد بيّنا } دلائل التوحيد وكيفية المكالمة لأهل الإيقان { ولا تسئل عن أصحاب الجحيم } أي: ولا تؤخذ باحتجابهم وما عليك أن تنتقذهم من ظلمات حجبهم، إنما عليك أن تدعوهم بالبشارة والإنذار. { قل إنّ هدى الله هو الهدى } أي: طريق الوحدة المخصوصة بالحق هو الطريق لا غير. كما قال عليّ عليه السلام: " اليمين والشمال مضلّة، والطريق الوسطى هي الجادّة ". { ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم } أي: من علم التوحيد والمعرفة { ما لك من الله من وليّ ولا نصير } لامتناع وجود غيره. { وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ } أي: بمراتب الروحانيات، كالقلب والسرّ والروح والخفاء والوحدة والأحوال والمقامات، التي يعبر بها على تلك المراتب كالتسليم والتوكل والرضا وعلومها { فأتمهنّ } بالسلوك إلى الله وفي الله حتى الفناء { قال إني جاعلك للناس إماماً } بالبقاء بعد الفناء، والرجوع إلى الخلق من الحق تؤمّهم وتهديهم سلوك سبيلي ويقتدون بك فيهتدون. { قال ومن ذرّيتي } أي: واجعل بعض ذرّيتي أيضاً إماماً { قال } قد يكون منهم ظالمون { ولا ينال عهدي } إياهم، أي: لا يكونون خلفائي ولا أعهد إلى الظالمين بالإمامة.