الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

{ ولله المَشْرق } أي: عالم النور والظهور الذي هو جنّة النصارى وقبلتهم بالحقيقة هو باطنه { والمغرب } أي: عالم الظلمة والاختفاء الذي هو جنة اليهود وقبلتهم بالحقيقة هو ظاهره { فأينما تولوا } أي: أي جهة تتوجهوا من الظاهر والباطن { فثمّ وجه الله } أي: ذات الله المتجلية بجميع صفاته، أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم، والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها، واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء. فأيّ جهة تتوجهوا حينئذ فثمّ وجهه لم يكن شيء إلا إيّاه وحده { إن الله واسع } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والوجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات.