الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

{ ما ننسخ من آية } بإبطال حكمها وإبقاء لفظها ومعناها، أو لفظها دون معناها، كآية الرجم { نأت بخير منها } أي: بما هو أصلح في بابه منها في بابها أو يساويها في الخير والصلاح. واعلم أن الأحكام المثبتة في اللوح المحفوظ إما مخصوصة وإما عامة، والمخصوصة إما أن تختص بحسب الأشخاص وإما أن تختص بحسب الأزمنة، فإذا نزلت بقلب الرسول فالتي تختص بالأشخاص تبقى بقاء الأشخاص، والتي تختص بالأزمنة تنسخ وتزال بانقراض تلك الأزمنة، قصيرة كانت كمنسوخات القرآن، أو طويلة كأحكام الشرائع المتقدمة. ولا ينافي ذلك ثبوتها في اللوح إذ كانت فيه كذلك، والعامة تبقى ما بقي الدهر كتكلم الإنسان واستواء قامته مثلاً. { ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض } أي: له ملك سموات عالم الأرواح وأرض الأجساد وهو المتصرف فيهما بيد قدرته بل كله ظاهره وباطنه فلم يبق شيء غيره ينصركم ويليكم.