الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً } * { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً }

{ ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك } أدّبه بالتأديب الإلهي بعدما نهاه عن المماراة والسؤال، فقال: " لا تقولنّ إلا وقت أن يشاء الله " بأن يأذن لك في القول فتكون قائلاً به وبمشيئته أو إلا بمشيئته على أنه حال، أي: ملتبساً بمشيئته، يعني: لا تقولنّ لما عزمت عليه من فعل إني فاعل ذلك في الزمان المستقبل إلا ملتبساً بمشيئة الله، قائلاً: إن شاء الله، أي: لا تسند الفعل إلى إرادتك بل إلى إرادة الله، فتكون فاعلاً به وبمشيئته { واذْكر ربّك } بالرجوع إليه والحضور { إذا نسيت } بالغفلة عند ظهور النفس والتلوين بظهور صفاتها { وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا } أي: من الذكر عند التلوين وإسناد الفعل إلى صفاته بالتمكين والشهود الذاتي المخلص عن حجب الصفات { رشداً } استقامة، وهو التمكين في الشهود الذاتي.