الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }

{ وقل الحمد لله } أي: أظهر الكمالات الإلهية والصفات الرحمانية التي لا تكون إلا للذات الأحدية { الذي لم يتخذ ولداً } أي: لم يكن علة لموجود من جنسه لضرورة كون المعلول محتاجاً إليه ممكناً بالذات معدوماً بالحقيقة فكيف يكون من جنس الموجود حقاً الواجب بذاته من جميع الوجوه { ولم يكن له } من يساويه في قوة القهر والمملكة من الشريك في الملك وإلا لكانا مشتركين في وجوب الوجود والحقيقة. فامتياز كل واحد منهما عن الاخر لا بد وأن يكون بأمر غير الحقيقة الواجبية فلزم تركبهما فكانا كلاهما ممكنين لا واجبين وأيضاً فإن لم يستقلا بالتأثير لم يكن أحدهما إلهاً، وإن استقلّ أحدهما دون الآخر فذلك هو الإله دونه فلا شريك له وإن استقلا جميعاً لزم اجتماع المؤثرين المستقلين على معلول واحد إن فعلا معاً وإلا لزم إلهية أحدهما دون الآخر رضي بفعله أو لم يرض { ولم يكن له وليّ من الذلّ } أي: لم يكن له ناصر علة كان أو جزء علة تقويه وتنصره من ذلّة الانفال والعدم وإلا لم يكن إلهاً واجباً بل ممكناً لتكون حبيباً قائماً به لا بنفسك { وكبِّره } من أن يتقيد بصفة دون أخرى أو صورة غير أخرى أو يلحقه شيء من هذه النقائص فينحصر في وجود خاص تبارك وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً { تكبيراً } لا يقدر قدره ولا يعرف كنهه لامتناع وجود شيء غيره يفضل عليه وينسب إليه بل كل ما يتصور ويعقل ولا يكبر غيره بهذا التكبير والله الحق الموفق.