الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } * { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } * { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

{ يوم تبدّل الأرض غير الأرض } تبدّل أرض الطبيعة بأرض النفس عند الوصول إلى مقام القلب وسماء القلب بسماء السرّ وكذا تبدّل أرض النفس بأرض القلب وسماء السرّ بسماء الروح، وكذا كل مقام يعبره السالك يبدّل ما فوقه وما تحته كتبدّل سماء التوكل في توحيد الأفعال بسماء الرضا في توحيد الصفات، ثم سماء الرضا بسماء التوحيد عند كشف الذات ثم يطوى الكل { وبرزوا لله الواحد } الذي لا موجود غيره { القهّار } الذي يفنى كل ما عداه بتجليه { وترى المُجْرمين } المحتجبين بصفات النفوس وهيئات الرذائل { مقرّنين } في أماكنهم من سجين الطبيعة وهاوية هوى النفس بقيود علائق الطبيعيات وأرسان محبات السفليات { سرابيلهم من قطران } لاستيلاء سواد الهيئات المظلمة من تعلقات الجواهر الغاسقة عليها { وتغشى وجوههم } نار القهر والإذلال والاحتجاب عن لذّة الكمال، وفيه سرّ آخر لا ينكشف إلا لأهل القيامة ممن شاهد البعث والنشور، والله أعلم.