{ بدّلوا نِعْمَة الله } التي أنعم بها عليهم في الأزل من الهداية الأصلية والنور الاستعدادي الذي هو بضاعة النجاة { كُفْراً } أي: احتجاباً وضلالة، كما قال تعالى:{ ٱشْتَرُواْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِين } [البقرة، الآية: 16] أضاعوا النور الباقي واستبدلوا به اللذة الحسية الفانية، فبقوا في الظلمة الدائمة { وأحلوا قومهم } من في قوى نفوسهم أو من اقتدى بطريقتهم وتأسى بهم وتابعهم في ذلك { دار البوار }. { وجعلوا لله أنداداً } من متاع الدنيا وطيباتها ومشتهياتها يحبونها كحبّ الله، إذ كل ما غلب حبه فهو معبود. قال الله تعالى:{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ } [آل عمران، الآية: 14] الخ، { ليضلوا عن سَبِيله } كل من نظر إليهم من الأحداث المستعدّين ومن دان بدينهم. { قُلْ تَمتعوا } أي: اذهبوا فيه بأمر الوهم فإنّ تمتعكم قليل سريع الزوال، وشيك الفناء، وعاقبته وخيمة بالمصير إلى النار.