الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } * { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } * { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ }

{ كلمة طيبة } أي: نفساً طيبة، كما مرّ في تسمية عيسى عليه السلام كَلِمَةً. { كشجرة طيبة } كما شبهها بالزيتونة في القرآن وبالنخلة في الحديث { أصلها ثابت } بالاطمئنان وثبات الاعتقاد بالبرهان { وفرعها في } سماء الروح { تؤتي أُكلها } من ثمرات المعارف والحِكَم والحقائق { كل } وقت { بإذن ربّها } بتسهيله وتيسيره بتوفيق الأسباب وتهيئتها { ومثل } نفس { خبيثة كشجرة خبيثة } مثل الحنظلة أو الشرجط { اجتثت من فوق الأرض } استؤصلت للطيش الذي فيها وتشوش الاعتقاد وعدم القرار على شيء. { يثبت الله الذين آمنوا } الإيمان اليقيني بالبرهان الحقيقي { في الحياة } الحسيّة لاستقامتهم في الشريعة وسلوكهم في تحصيل المعاش طريق الفضيلة والعدالة { وفي الآخرة } أي: الحياة الروحانية لاهتدائهم بنور الحق في الطريقة وكونهم في تحصيل المعارف على بصيرة من الله وبيّنة من ربّهم { ويضلّ الله الظالمينَ } في الحياتين لنقص استعداداتهم بحظوظ صفات النفس وبقائهم في الحيرة للاحتجاب عن نور الحق.