{ أو لم يَروا أنا نأتي الأرض } نقصد أرض الجسد وقت الشيخوخة { ننقصها من أطْرَافها } بتواكل الأعضاء وتخاذل القوى وكلالة الحواس شيئاً فشيئاً حتى يموت { والله يحكم } على هذا الوجه { لا معقب لحكمه } لا رادّ ولا مبدّل لحكمه، أو نأتي أرض النفس وقت السلوك ننقصها من أطرافها بإفناء أفعالها بأفعالنا أولاً كما قال تعالى: " بي يسمع وبي يبصر " ، ثم بإفناء صفاتها بصفاتنا ثانياً، كما قال تعالى: " كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبْصر " ثم بإفناء ذاتها بذاتنا كما قال تعالى:{ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْم } [غافر، الآية: 16] وأجاب نفسه بقوله تعالى:{ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّار } [غافر، الآية: 16] لفناء الخلق كله، وحينئذ لا حكم إلا لله، يحكم كما يشاء لا معقب لحكمه لعدم غيره.