الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } * { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } * { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } * { إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }

{ الر كتاب } مرّ ذكره { أحكمت آياته } أي: أعيانه وحقائقه في العالم الكلي بأن أثبتت دائمة على حالها لا تتبدل ولا تتغير ولا تفسد محفوظة عن كل نقص وآفة { ثم فصلت } في العالم الجزئي وجعلت مبينة في الظاهر معينة بقدر معلوم { من لدن حكيم } أي: أحكامها وتفصيلها من لدن حكيم بناها على علم وحكمة لا يمكن أحسن منها وأشدّ أحكاماً { خبير } بتفاصيلها على ما ينبغي في النظام الحكمي في تقديرها وتوقيتها وترتيبها. { ألا تعبدوا إلا الله } أي: ينطق عليكم بلسان الحال والدلالة أن لا تشركوا بالله في عبادته وخصوصه بالعبادة { إنني لكم منه نذير وبشير } كلام على لسان الرسول، أي: إنني أنذركم من الحكيم الخبير عقاب الشرك وتبعته وأبشركم منه بثواب التوحيد وفائدته. { وأن اسْتَغْفِروا ربكم } أي: وحدوه واطلبوا منه أن يغفر هيئات النظر إلى الغير والاحتجاب بالكثرة والتقيد بالأشياء والوقوف معها حتى أفعالكم وصفاتكم { ثم توبوا إليه } ارجعوا إليه بالفناء فيه ذاتاً { يمتعكم } في الدنيا تمتيعاً { حسناً } على وفق الشريعة والعدالة حالة البقاء بعد الفناء إلى وقت وفاتكم { ويؤت كل ذي فضل } في الأخلاق والعلوم والكمالات { فضله } في الثواب والدرجات أو يمتعكم بلذات تجليات الأفعال والصفات عند تجرّدكم إلى وقت فنائكم أو { ويؤت كل ذي فضل } في الاستعداد فضله في الكمال والمرتبة عند الترقي والتدلي { وإن تولّوا } أي: تعرضوا عن التوحيد والتجريد { فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير } شاق عليكم وهو يوم الرجوع إلى الله القادر على كل شيء أي: يوم ظهور عجزكم وعجز ما تعبدون بظهوره تعالى في صفة قادريته فيقهركم بالعذاب.