الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ }

{ أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار } لتعذب قلوبهم بالحجب الدنيوية وحرمانها عن مقتضى استعدادها وتألمها بما لا يلائمها من مكسوباتها { وحَبط ما صَنَعوا } من أعمال البر في الآخرة لكونها بنية الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم: " الأعمال بالنيّات ولكل امرئ ما نوى " إلى آخر الحديث. { أفمَن كان على بينة من ربّه } أي: أمن كان يريد الحياة الدنيا فمن كان على بينة من ربّه يعني بعد ما بينهما في المرتبة بعداً عظيماً من كان على بينة أي: يقين برهاني عقلي أو وجداني كشفي ويتبع ذلك اليقين { شاهد } من ربّه أي: القرآن المصدّق للبرهان العقلي في التوحيد وصحة النبوّة وأصول الدين، ومن قبل هذا القرآن { كتاب موسى } أي: يتبع البرهان من قبل هذا الكتاب كتاب موسى في حال كونه { إماماً } يؤتّم به وقدوة يتمسك بها في تحقيق المطالب ورحمة رحيمية تهدي الناس وتزْكيهم وتعلمهم الحِكَم والشرائع { أولئك يؤمِنُون به } بالحقيقة دون الطالبين لحظوظ الدنيا. { ومن أظلم ممن افْتَرى على الله كَذباً } بإثبات وجود غيره وإسناد صفته من الكلام ونحوه إلى الغير { أولئك يعرضون على ربّهم } بالوقف في الموقف الأول محجوبين مخذولين { ويقول الأشهاد } الموحدون { هؤلاء الذين كذبوا على ربّهم } بالشرك ثم طردوا ولعنوا بسبب شركهم الذي هو أعظم الظلم { الذين يصدون } الناس عن سبيل التوحيد ويصفونها بالاعوجاج مع استقامتها وهم مع احتجابهم عن الحق محجوبون عن الآخرة دون غيرهم من أهل الأديان.