الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ } * { وَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ } * { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

{ وكلاًّ نَقُص عليكَ من أنْبَاء الرسل ما نُثبِت به فؤادك } أي: لما أطلعناك على مقاساتهم الشدائد من أمّتهم مع ثباتهم في مقام الاستقامة وعدم مزلتهم عنه وعلى معاتباتهم عند تلويناتهم وظهور شيء من بقياتهم كما في قصة نوح عليه السلام من سؤال إنجاء الولد، وعلى قوة ثباتهم وشجاعتهم في يقينهم وتوكلهم كما في قصة هود عليه السلام من قوله:إِنِّيۤ أُشْهِدُ ٱللَّهَ وَٱشْهَدُوۤاْ أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } [هود، الآية: 54] إلى قوله:عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [هود، الآية: 56]، وعلى كمال كرمهم وفضيلتهم في العتوّ كما في قصة لوط عليه السلام من تفدية البنات لحفظ الأضياف من السوء، ثبت قلبك في ذلك كله واستحكمت استقامتك وقوي تمكينك بذهاب آثار التلوين عنك وقوي توكلك ورضاك ويقينك وشجاعتك، وكَمُلَ خلقك وكرمك { وجاءك في هذه } السورة { الحق } أي: ما يتحقق به اعتقاد المؤمنين { ومَوْعظة } لهم يحترزون بها عما أهلك به الأمم، وتذكير لما يجب أن يتدينوا به ويجعلوه طريقهم وسيرتهم والله أعلم.