الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ للذين أحسنوا } أي: جاؤوا بما يحسن به حالهم من خير فعليّ أو قوليّ أو علميّ مما هو سبب كمالهم المثوبة { الحسنى } من الكمال الذي يفيض عليهم بسبب ذلك الخير { وزيادة } مرتبة مما كان قبله بالترقي أو زيادة في استعداد قبول الخيرات والكمالات بانضمام هذا الكمال والنور الفائض عليهم إلى استعدادهم الأول على ما ذكر { ولا يرهق } وجوه قلوبهم غبار من كدورات صفات النفس وقيام غلباتها { ولا ذلّة } من ميل قلوبهم إلى الجهة السفلية. { أولئك أصحَاب الجنة } التي يقتضيها حالهم وارتقاؤهم من الجنان المذكورة { هم فيها خالدون } { والذين كَسَبوا } أجناس { السيئات } من أعمال وأقوال وعقائد تحجب استعدادهم عن قبول الكمال { جزَاء سَيئة بمثلها } من الهيئة التي ارتكبت على قلوبهم من سيئاتهم فمنعتها الصفاء والنور { وترهقهم ذلة } الميل إلى الجهة السفلية { ما لهم من الله من عاصِم } يعصمهم من تلك الذلة والخذلان لوجود الحجاب وعدم قبول هذه العصمة لثبوت الكدورة { كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل } لفرط ارتكاب الهيئة المظلمة من الميول الطبيعية والأعمال الرديّة عليها. { أولئكَ أصحاب النار } التي يقتضيها حالهم في التسفل من نيران الآثار والأفعال.