الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } * { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } * { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ }

قوله تعالى { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } الانسان الخسيس يطغى بروية الدنيا الدنية واى الانسان هذا من الانسان الذى استغنى بالله واستغرق فى جمال الله واتصف بصفات الله وصار متحداً بالوحدة وسكرا من شراب العزة وغلب عليه الانانية فيطغى برؤية انوار الإيقان ولا يعلم انه فى حواشى بحار عظمته ولم يذق منها قطرة بالحقيقة فلما اعلمه الحق انه لا شئ وفي لا شئ من الربوبية احوجه الى مقام الارادة برجوعه اليه بنعت الافتقار بعد ما رجع بالصفة الى معدن الذات وهذان المعنيان فى قوله { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } قال ابن عطا رؤية الغنى يورث الطغيان والبطر لان الغنى يورث الفخر والفخر يورث الطغيان.