الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ }

قوله تعالى { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } ان الله سبحانه حذر المؤمنين بما خاطب نبيه عليه السلام عما مع اهل الدنيا من الاموال والزينة ان يستحسنوا بها فيحتجبوا بها عن عمل الاخرة ورؤيتها فإن الناظر الى الدنيا بنعت استحسانها من حيث الشهوة والنفس والهوى يسقط فى الساعة عن مشاهدة ملك الملكوت وانوار الجبروت وبيّن سبحانه ان اموال الدنيا سبب احتجابهم عن الله وايصال العذاب اليهم لان الدّنيا اذا كثرت لم يخل من الحرام والشبهات ومن باشر الحرام واكل الشبهات صار معذبا بحجاب الباطن وعمته عن مكاشفة الاخرة وعذاب الظاهر بالغرامة فى الدنيا والعذاب فى الاخرة قال عليه السلام " حلالها رحمات وحرامها عذاب " قال بعضهم لا تعجبك ما يتزينون بها من صنوف الاموال والعبيد والخدم ويستكثرون بها من اولاد { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } قال يعذبهم بجمعها ويعذبهم بحفظها ويعذبهم بحبها ويعذبهم بالبخل بها والحزن عليها والخصومة فيها كل هذا عذاب الى ان يوردهم عذاب النار.