الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ }

قوله تعالى { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ } وصف الله الجاهلين بجلاله المحجوبين عن مشاهدة جماله الذين لم يذوقوا من عبودية خالقهم طعم وصاله ولو كانوا اهل الذوق من مناجاة الله فى الصلاة وادراك قرة العيون منها لكان حالهم كحال ما اخبر صلى الله عليه وسلم عن المصلى الصّادق بقوله له " المصلى يناجى ربه " وما اخبر عن حال نفسه عليه السّلام " جعلت قرّة عينى فى الصلوة " ولكن خص الله هذه المراتب الشريفة بالخاشعين فى جبروته والمتواضعين فى الملكوت بقولهوَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ } ووصفه اياهم بقولهٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } قال محمد بن الفضل من لم يعرف الامر قام الى الامر على حد الكسل ومن عرف الامر قام اليه على حد الاستغناء والاسترواح.