الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }

قوله تعالى { زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ } ذم الله قوما عموا عن رؤية ما بدا لهم من نفوسهم من المخائيل الشيطانية التى هتجتهم الى الاستبداد بآرائهم الفاسدة فى استبداعهم طرق الباطل وهم راوها من انفسهم مستحسنة من قلة عرفانهم بطريق السنة الإلهية قال الواسطى خيرهم على ما فيه هلاكهم ولم يعذبهم بقوله { زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ } وسئل جعفر الصادق عن قوله زين لهم سوء اعمالهم قال هو الرياء ثم حث المؤمنين بترك الدنيا ولذتها لاجل مشاهدته وحسن رضاه بقوله { أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ } اي اخترتم موضع الكرامات وظهور الايات على كشف المشاهدات قال يحيى بن معاذ الناس من مخافة النصيحة فى الدنيا وقعوا فى فضيحة الاخرة قال الله { ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ } ثم وصف الدنيا بالقلّة والدناءة ووصف الاخرة بالشرف والمنزلة بقوله { فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } اى ما وجد العارف الصادق فى الدنيا من القربة والمعرفة والوجه والحالة والفضل والكرامة فى جنب ما تجده من الحضرة بعد وصوله اليها وما يرى من وصال الحق وكشف جماله اقل من قطرة فى البحار قال النهرجورى الدنيا بحر والاخرة ساحل والمركب واحد وهو التقوى والناس سفر.