الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ لَّهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

قوله تعالى { وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً } وصف الله قوماً عرفوا معائب انفسهم لمعرفة الله وتعريفه اياهم نفسه فعرفوا نفوسهم بمعرفة الله فندموا عما جرى عليهم من اعلام المخالفات من الخجل والحياء بين يد الله وهم قوم الحقهم انوار العناية تارة الى المباشرة وسائل القربة ونشقهم نسائم الوصلة ثم مسّهم طوارق الغرفة امتحاناً من اللطف والقهر كى يعرفوا الحق بمعرفة قهره ولطفه وذلك معنى قوله تعالى { خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً } فاذا بلغوا الى محل الاستقامة رفعت عنهم نوائب الامتحان وسكنوا فى مشاهدة الرحمن وهذا قوله { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } قال بعضهم صفة النادمين والمعرضين عن الذنوب والناوين للتوبة هو الاعتراف بما سبق منهم وكثرة الندم على ذلك والاستغفار فيه ونسيان الطاعات وذكر المعاصى على الدوام والابتهال الى الله بصحبة الافتقار لعل الله يفتح له باب التوبة ويجعله من اهلها قال الله تعالى { وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ } الخ.