الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }

{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } السماء ذات البروج سماء قلوب العارفين ذات الأبراج من العلوم والحكم والحقائق تسرى فيها الارواح والعقول لوجد ان أنوار وجود الحق ولتربية عجائب الخلق والخلق { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } يوم اللقاء والكشف { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } الشاهد هو المشهود هو يرى نفسه بنفسه اذ لا يراه أحد بالحقيقة وأيضا الشاهد هو إذا تجلى بتجلي الجمال والحسن والمشهود كله مستحسن جميل بجماله وأيضا الشاهد هو والمشهود قلوب العارفين شاهدها بنعت الكشف وايضا الشاهد قلوب المحبين ومشهود لقائه هو شاهدهم وهم مشهودهم هو شاهد العارف والعارف شاهده قال الواسطي الشاهد هو والمشهود الكون لا يقال متى شهدهم ولا يحدث لله شهادة فحيث كانت الربوبية كانت العبودية لأنه شهدهم قبل خلقهم علما وقدرة ورؤية وتصريفاً الى الايجاد والابقاء والافناء لم يحدث له فى أحداث الخلق أحداث لأنه لا فصل ولا وصل والوجود معدوم والمعدوم موجود لم يحضر أباد وقته وأحضرهم أحداث أوقاته ولما ثبت الشهود بالمشاهدة وجب أنه لم يكن عنده مفقود أبداً ويستحيل أن يكون الباري مفقود قال الفارس كلاهما عابد عليه هو الناظر والمنظور إليه وهو الشاهد لخلقه والمشاهد لهم بوجود كالإيمان وحقائقه قال الحسين في هذه الآية علامة أنه كما انفصل الكون عن المكون ولاقاربه سهل الشاهد نفس الروح والمشهود نفس الطبع وقد وقعت إلى نكتة في التوحيد أنه تعالى لم يزل شاهداً فلو ثبت مشهوداً غير نفسه من الحدثان فإذا تقول بقدم الحادث والعلم بوجود المحدثات على الحقيقة كان مشهود الحق إذا كان فى علمه علم كينونية المكونات وكيفية وجودها فإذاً وجودها وعدمها سواء فى شهود الحق.