الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }

قوله تعالى { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } وصف الله قلوب المخالفين بالقسوة والرين وذلك ميراث متابعيهم شهوات انفسهم والشهوة اذا غلبت على القلب أطبقت القلب بغاشية الغفلة فصار القلب محجوباً من انوار الذكر مملوا من الخطرات المذمومة التى تحجبه عن مشاهدة الغيب فمن كان هٰهنا من الغيب ورؤية الحق محجوباً فزاد حجابه عنه يوم القيامة لذلك وصفهم الله بقوله { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } حجبهم عن الله ظنونهم وحسبانهم وتشبيههم وخيالهم وشهواتهم وغفلاتهم قال ابن عطا فى قوله كلا بل ران الطاعة على الطاعة حتى يحجب قلبه عن مشاهدة المنة لان العجب والرياء بالطاعة يورثان نسيان المنته وترك الحرمة قال الواسطى الكافر فى حجاب لا يرونه والمؤمن فى حجاب يرونه فى وقت دون وقت ولا حجاب له غيره وليس يسعه سواه ما اتصلت بشرية بربوبية قط ولا فارقت عنه قال سهل حجبهم عن ربهم قسوة قلوبهم فى العاجل وما سبق لهم من الشقاوة فى الازل فلم يصلحوا لبساط القرب والمشاهدة فابعدوا وحجبوا والحجاب هو الغاية فى البعد والطرد قال ابن عطا الحجاب حجابان حجاب عبد وحجاب ابعاد فحجاب بالبعد لا تقريب فيه ابدا وحجاب الابعاد يؤدب ثم يقرب كادم عليه السلام.