الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } بين سبحانه ان ميراث الاولياء والصديقين من العلوم الغيبية والحكم الغربية والانباء العجبية وبيان المكاشفات والمشاهدات واسرار الجذبات واحكام المواجيد والواردات ولطائف المقامات والسير فى المجاهدات لا يصل الا الى المريدين الصادقين والطالبين الموفقين والقاصدين المودين والمحبين والمستغرقين فى انوار الأذكار والطيارين عن المشتاقين باجنحة الافكار لانهم فى محاضر الولايات خرجوا برسم الارواح جميعا من معادن الافراج واظهروا من ارحام العدم بتجلى القدم ومن لم يكن منهم من اهل الدعاوى والمترسمين لم يصل اليه ميراث بلابل بساتين الملكوت وعناديل رياض الجبروت ولا يعرف الحان تلك الاطيار الا طير يطير بجناح الرسالة والمحبة والنبوة والولاية الا ترى كيف وصف الله سبحانه خليفة ملكه سليمان صلوات الله عليه حيث نشر فضائل ما من الله عليه بقولهعُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ } نسب اليهم بطريق من هذه الطرق فهو نسبهم فى الولاية وله منهم ميراث علوم الحقيقة وان الله سبحانه بين فى كتابه الازلى بقوله فى كتاب الله قسمت ارباب هذه المواريث قال عليه السلام فى هذه الاشارة " العلماء ورثة الانبياء " ورثوا علومهم بقدر حواصلهم وفهومهم وأحوالهم وسرعة سيرهم فى الملكوت واقتباسهم انوار الجبروت اولئك هم الهيون ورثوا نعيم مشاهدته وهم فيها خالدون ثم اثنى على نفسه انه كان عالماً فى الازل باختيار هؤلاء الصديقين بهذه الكرامات محيطاً بعلمه على اصطلاحهم بعد ايجاده اياهم بوصف قبولهم هذه الكرامات بقوله تعالىوَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } وبقوله فى تمام السورة { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } اى عليم بما أبدي لهم من الاصطفائية الازليّة وما يبدو منهم من سنيات طاعته والزفرات فى شوقهم الى لقائه الى الابد والله اعلم.