الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

قوله تعالى { تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ } اخبر سبحانه عن سر فطرة نفس الامارة التى من حيلتها ان تميل فى اكثر الاوقات الى شهواتها وذلك ميلان النفس لا ميلان القلب اخبر عن الخطرات دون الوطنات وحاشا أنهم يريدون عرض الدنيا ولا يريدون مشاهدة الحق ولقاء الاخرة لكن ما مسامحهم الله فى حرمان تلك الخواطر بقدس اسرارهم وطهارة نياتهم فى معرفته وخدمته ألا ترى كيف حذر نبيّه عليه السلام مع جلالته عن النظر الى عرض الدنيا بقولهوَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } وقاللاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ } اى تريدون الرفاهية فى المجاهدة من قبيل النفس خاطراً وانا اريد بكم كشف مشاهدة الاخرة ووصولكم الى مقام القربة والمشاهدة قال جفعر ما يريد الله لكم خير مما تريدون لانفسكم.