الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }

قوله تعالى: { ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً } كل مسامحة من الله فى المجاهدة يكون من كشف المشاهدة فالمستانس بالله يكون خفيف القلب خفيف البدن خفيف الحال شريف الهمة لا يحتمل مع انوار مشاهدته كثرة اثقال العبودية فيخفف الله عن اوليائه رحمة عليهم وتلطفا منه عليهم ليزيد روح قلوبهم من المراقبة والاستئناس من المخاصرة ولذلك اكرم نبيه عليه السّلام بان رفع مشقة كثرة العبودية عنه حين تورمت قدماه فى كثرة العبادة بقولهطه * مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } بعد ان كان فى البداية قد اقامه فى اجواف الليالى لخدمته بقولهيٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ * قُمِ ٱلَّيلَ } ثم منّ على اصحابه حين بلغوا هذه الرتبة بقوله { ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ } اى ما تفعلون بقوتكم فى المجاهدات والجهاد فانصركم بقوتى واريحكم بكشف مشاهدتى عن مشقة المجاهدة وما افعل لكم خير ممّا تفعلون لانفسكم قال ابن عطاء ما فى السّماء لا يوجد الا بالافتقار وما فى الارض لا يوجد الا بالاضطرار وقال النصرابادى هذا التخفيف كان للامة دون الرسول عليه السّلام ومن لا تثقله حمل امانة النبوة كيف يخاطب بتخفيف اللقاء للاضداد وكيف يخاطب به الرّسول صلى الله عليه وسلم وهو الذى يقول " بك اصول وبك اجول " ومن كان به كيف يخفف عنه او يثقل عليه.