الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } اخبر سبحانه عن مقام امتحان القوم حيث اراهم مقامات رفيعة وبلغهم الى بعضها ولم يعرفهم حقائقها ولم يوفقهم لاداء حقوقها وشكر نيل مراتبها وابقاهم فى ذلك برهة من الدهر ثم حجبهم عنها قليلا قليلا بنعت الاستدراج فبقوا مغيرين عن ملابس انوار الملكوت واثار الجبروت وهذا اذا كانوا غير مصطفين فى الاول بالولاية السابقة فى مشيئة الحكم بل هم مخذولون بحرمانهم الازلى عن كمال البلوغ الى معالى درجات المعرفة مثل بلعام وبرصيصا وابليس وحاشا من كرم الله العميم وافضاله القديم انه سلب أوليائه انوار الولاية الذين سبقت لهم اصطفائيته بحسن عنايته فى ازله وكنايته الى ابده قال جعفر ما دام العبد يعرف نعم الله عنده فان الله لا ينزع عنه نعمه حتى اذا جهل النعمة ولم يشكر الله عليها اذا ذاك حرىّ بان ينزع منه.