الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }

قوله تعالى: { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } نفى التدبير عن ساحة التقدير ويخرج ما فى المشيئة الازلية على لباس الامر ينقض العقود والعزائم التى اجتمعت هموم الخلق عليها قال امير المؤمنين على بن ابى طالب عرفت الله بنقض العزائم وفسخ الهمم قال جعفر ما قضى فى الازل يظهره فى الحين والوقت بعد الوقت وقال بعضهم يكشف عن سوابق علمه فى غيبه باتصال كل من الفريقين الى ما سبق له منه من ازله ثم صرف الخلق من رؤية المشيئة الى صورة الاحكام لعمله بقلة ادراكهم سوابق القسمة فى الازل بقولهلِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ } قدر فى الاول ونصب اعلام القهر واللطف فى الطريقة فى الآخر فيرجع الاخر بما يبدو منه الى مصدر تقدير الاول وبين انه منزه عن الجهل والظلم نصب الاول كبيان حكمته واثبات حجته ليهلك من هلك عن بينة امره السابق وارادته القائمة ويحيى من حى بتلك البينات من هلك بهواه ما هلك الا باهلاكه اياه فى الازل ومن حى بمناه من مشاهدته ومعرفته ما حى الا باحيائه فى الازل اظهاراً لشريعة وابرازاً لأدلة حكم فى محل الامتحان وقضية الازل غالبة على صورة الامر قال تعالىوَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ } قال بعضهم اظهر للخلق الايات ونصب لهم الاعلام وفتح اعين قوم لرؤيتها واعمى قوما دونها وبعث اليهم الوسائط بالبراهين الصادقة والأنوار النيّرة ولكن يهدى لنوره من يشاء من عباده وقدم هذه المقدمات ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة قال بعضهم لا خيرة الا لمن حى بذكره وانس بقربه والخلق كلهم متحركون فى اسبابهم والحى منهم من يكون حياته بالحى الذى لا يموت قال الاستاذ الهالك من عمه فى اودية التفرقة والحى من حى بنور التعريف.