الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

قوله تعالى { يِا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إَن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } بين سبحانه من مخرج بسره عن حب شئ سوى الله من المال والولد والدنيا والاخرة يسرح الله فى قلبه من فى مسرحه التقوى مصباح انوار الغيب يضئ الابصار اسراره ما فى خزائن ملك الملكوت ويفرق بسناها بين المكاشفات والمخائيل قال سهل نورا يفرق به بين الحق والباطل وقال الجنيد اذا اتقى العبد ربه جعل له تبيانا يتبين به الحق من الباطل وهذه نتيجة التقوى فقيل له اليس التقوى فرقاناً قال بلى الاول بداية من الله والثانى اكتساب فاذا اتقى الله اكتسب بتقواه معرفة التفرقة بين الحق والباطل فيتبين هذا من هذا وقال الاستاذ الفرقان ما يتفرقون بين الحق والباطل من علم وافر وإلهام قاهر فالعلماء فرقانهم محبوب برهانهم والعارفون فرقانهم موهوب عرفانهم فهؤلاء مع مجهود نفسهم وهؤلاء لمقتضى جود ربهم فالعرفان تعريف من الله والتكفير تخفيف من الله والغفران تشريف للعبد من الله.