الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

قوله تعالى { وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّة } حذر الله اهل القصة من الدعاوى الكاذبة وهى التى لم يبلغ صاحبها الى ما تدعى من المقامات فيفتتن بها هو وغيره من المريدين فان من اظهر شيئا من نفسه ولم يكن اهل ذلك فهو يحتجب به عن كل مقصود ويضل من يقتدى به ممن لا يعرف الحق من الباطل قال عليه السّلام " المتتبع بما لم يعط كلابس ثوب زور " قال ابو عثمان اكتساب المال من الحرام من الفتن الذى نصيب غير مباشره وقال الاستاذ الاشارة اذا باشر زلة بنفسه عاد الى القلب منه الفتنة وهى القسوة وتصيب النفس من الفتنة العقوبة والقلب اذا حصل منه زلة وهو همه فيما لا يجوز يتادى فتنته الى السر وهى الحجبة ويقال ان الزاهد اذا انحط الى رخص الشرع فى اخذ الزيادة من الدنيا ما فوق الكفاية وان كان من وجه الحلال تعدى فتنته الى من تخرج به من المبتدين فيحمله على ما رأى منه على الرغبة فى الدنيا وترك التقلل فتؤديه الى الانهماك فى اودية الغفلة من الاشغال الدنياوية والعابد اذا جنح الى ترك الاوراد تعدى ذلك الى من كان يبسط فى المجاهدة فيستوطن الكسل ثم يحمله الفراغ وترك المجاهدة على اتباع الشهوات فيصير كما قيل
ان الفراغ والشباب والحدة   مفسدة للمرء اى مفسدة